رثاء مدينة القيروان مؤثرة بالفعل
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
رثاء مدينة القيروان مؤثرة بالفعل
كم كان فيها مـن كـرام السـادة
بيض الوجـوه شوامـخ الإيمـان
متعاونين علـى الديانـة والتقـى
لله فـي الإسـرار والإعــلانِ
ومهـذبٍ جـمّ الفضائـلِ بـاذلٍ
لنوالـه؛ ولعـرضـه صــوّان
وأئمة جمعـوا العلـوم وهذبـوا
سنن الحديـث ومشكـل القـرآنِ
عُلماء إن سألتهم كشفـوا العمـى
بفقـاهـة وفصـاحـة وبـيـانِ
وإذا الأمورُ استبهمت واستغلقـت
أبوابهـا وتـنـازع الخصـمـانِ
حلّوا غوامض كل أمـر مشكـل
بدليـل حـقّ واضـح البرهـانِ
هجروا المضاجع قانتيـن لربهـم
طلبـاً لخيـر معـرس ومـعـانِ
وإذا دجــا اللـيـلُ رأيتـهـم
متبتلـيـن تبـتـلَ الـرهـبـانِ
في جنة الفردوس أكـرم منـزل
بين الحسـانِ الحـور والغلمـانِ
تجروا بها الفردوس من أرباحهم
نعم التجـارةُ، طاعـةُ الرحمـنِ
المتقـيـن اللهَ حـقـه تُـقَـاتـه
والعارفيـن مكـايـد الشيـطـانِ
وتـرى جبابـرة الملـوك لديهـمُ
خُضعَ الرقاب نواكـسَ الأذقـانِ
لا يستطيعـون الكـلامَ مهـابـةً
إلاّ إشــارة أعـيـن وبـنـانِ
خافوا الإله فخافهم كـلُّ الـورى
حتى ضراءُ الأسد فـي الغيـرانِ
تنسيك هيبتُهـم شماخـة كـل ذي
ملـكٍ وهيبـةَ كـل ذي سلطـانِ
أحلامهم تزن الجبـالَ وفضلهـم
كالشمس لا تخفـى بكـلّ مكـان
كانـت تعـد القيـروانُ بهـم إذا
عُـدّ المنابـر زهـرةَ البـلـدانِ
وزهت على مصرٍ وحُقَّ لها كمـا
تزهو بهم زغـدت علـى بغـدانِ
حسنت فلمـا إذ تكامـل حسنهـا
وسمـا إليهـا كـل طـرف رانِ
وتجمعت فيهـا الفضائـل كلّهـا
وغـدت محـل المـن وافيمـانِ
نظرت لها الأيـام نظـرة كاشـحٍ
ترنـو بنظـرة كاشـح معـيـانِ
حتّى إذا الأقـدار حُـمَّ وقوعهـا
ودنـا القـضـاءُ لـمـدة وأوانِ
أهـدت لهـا فتنـا كليـل مظلـم
وأرادهـا كالنـاطـح العـيـدانِ
بمصائـب مـن فـادع وأشائـب
ممن تجمـع مـن بنـي دهمـانِ
فتكـوا بأمـة أحمـد، أتـراهُـم
أمنوا عقـاب الله فـي رمضـانِ
نقضوا العهود المبرمات وأخفروا
ذِمَمَ الإلـه ولـم يفـوا بضمـان
فاستحسنوا غدر الجوار وآثـروا
سبيَ الحريـم وكشفـة النسـوان
ساموهم سوء العذاب وأظهـروا
متعسفيـن كوامـن الأضـغـان
والمسلمـون مقسمـون تنالـهـم
أيـدي العصـاة بذلّـة وهــوان
ما بين مصطـرع وبيـن معـذب
ومقتـل ظلمـاً وآخــر عــانِ
يستصرخون فلا يغاث صريخهـم
حتّى إذا سئمـوا مـن الإرنـانِ
بـادوا نفوسهـم فلمـا أنـفـذوا
ما جمعوا من صامـت وصـوان
واستخلصوا من جوهر وملابـس
وطـرائـف وذخـائــر وأوانِ
خرجـوا حفـاةً عائديـن بربهـم
من خوفهـم ومصائـب الألـوان
هربـوا بكـل وليـدة وفطيـمـة
وبكـل أرملـةٍ وكـلّ حـصـانِ
وبكـلّ بِكـر كالمهـاة غـريـرة
تَسبي العقـول بطرفهـا الفتـانِ
خـود مبتلـة الوشـاح كأنـهـا
قمر يلوح علـى قضيـب البـانِ
والمسجدُ المعمورُ جامـع عقبـة
خرب المعاطن مظلـم الأركـانِ
قفر فما تغشاه – بعـد- جماعـة
لصـلاة خـمـس، لا ولا لأذانِ
بيـت بـه عُبـد الإلـه وبُطلَـتْ
بعـد الغلـو عـبـادة الأوثــانِ
بيـت بوحـي الله كـان بـنـاؤه
نعـم البنـا والمبتَنَـى والبـانـي
أعظم بتلك مصيبتـه مـا تنجلـي
حسراتُهـا أو ينقضـي الملـوانِ
لو أن ثهلانـا أصيـب بعشرهـا
لتدكدكـت منهـا ذري ثـهـلانِ
حزنت لها كُوَرُ العراق بأسرهـا
وقرى الشام ومصر والخرسـانِ
وتزعزعـت لمصابهـا وتنكـدت
أسفـاً بـلاد الهنـد والسـنـدانِ
وعفا من القطـار بعـد خلائهـا
مـا بيـن أندلـس إلـى حلـوانِ
وأرى النجوم طلعن غير زواهـر
فـي أفقهـن وأظلـم القـمـرانِ
وأرى الجبال الشمَّ أمست خشعـاً
لمصابهـا وتزعـزع الثـقـلانِ
والأرض من ولهٍ بها قد أصبحت
بعـد القـرار شديـدة المـيـلان
أترى الليالي بعد ما صنعـت بنـا
تقضـي لنـا بتواصـل وتــدان
وتعيد أرض القيـروان كعهدهـا
فيما مضى من سالـف الأزمـان
من بعد ما سلبت نضائر حسنها ال
أيـام واختلفـت بـهـا ميـتـان
وغدت كأن لم تغن قطُّ ولم تكـن
حرماً عزيز النصر غيـر مهـان
أمست وقد لعب الزمـان بأهلهـا
وتقطعـت بهـم عـري الـران
بيض الوجـوه شوامـخ الإيمـان
متعاونين علـى الديانـة والتقـى
لله فـي الإسـرار والإعــلانِ
ومهـذبٍ جـمّ الفضائـلِ بـاذلٍ
لنوالـه؛ ولعـرضـه صــوّان
وأئمة جمعـوا العلـوم وهذبـوا
سنن الحديـث ومشكـل القـرآنِ
عُلماء إن سألتهم كشفـوا العمـى
بفقـاهـة وفصـاحـة وبـيـانِ
وإذا الأمورُ استبهمت واستغلقـت
أبوابهـا وتـنـازع الخصـمـانِ
حلّوا غوامض كل أمـر مشكـل
بدليـل حـقّ واضـح البرهـانِ
هجروا المضاجع قانتيـن لربهـم
طلبـاً لخيـر معـرس ومـعـانِ
وإذا دجــا اللـيـلُ رأيتـهـم
متبتلـيـن تبـتـلَ الـرهـبـانِ
في جنة الفردوس أكـرم منـزل
بين الحسـانِ الحـور والغلمـانِ
تجروا بها الفردوس من أرباحهم
نعم التجـارةُ، طاعـةُ الرحمـنِ
المتقـيـن اللهَ حـقـه تُـقَـاتـه
والعارفيـن مكـايـد الشيـطـانِ
وتـرى جبابـرة الملـوك لديهـمُ
خُضعَ الرقاب نواكـسَ الأذقـانِ
لا يستطيعـون الكـلامَ مهـابـةً
إلاّ إشــارة أعـيـن وبـنـانِ
خافوا الإله فخافهم كـلُّ الـورى
حتى ضراءُ الأسد فـي الغيـرانِ
تنسيك هيبتُهـم شماخـة كـل ذي
ملـكٍ وهيبـةَ كـل ذي سلطـانِ
أحلامهم تزن الجبـالَ وفضلهـم
كالشمس لا تخفـى بكـلّ مكـان
كانـت تعـد القيـروانُ بهـم إذا
عُـدّ المنابـر زهـرةَ البـلـدانِ
وزهت على مصرٍ وحُقَّ لها كمـا
تزهو بهم زغـدت علـى بغـدانِ
حسنت فلمـا إذ تكامـل حسنهـا
وسمـا إليهـا كـل طـرف رانِ
وتجمعت فيهـا الفضائـل كلّهـا
وغـدت محـل المـن وافيمـانِ
نظرت لها الأيـام نظـرة كاشـحٍ
ترنـو بنظـرة كاشـح معـيـانِ
حتّى إذا الأقـدار حُـمَّ وقوعهـا
ودنـا القـضـاءُ لـمـدة وأوانِ
أهـدت لهـا فتنـا كليـل مظلـم
وأرادهـا كالنـاطـح العـيـدانِ
بمصائـب مـن فـادع وأشائـب
ممن تجمـع مـن بنـي دهمـانِ
فتكـوا بأمـة أحمـد، أتـراهُـم
أمنوا عقـاب الله فـي رمضـانِ
نقضوا العهود المبرمات وأخفروا
ذِمَمَ الإلـه ولـم يفـوا بضمـان
فاستحسنوا غدر الجوار وآثـروا
سبيَ الحريـم وكشفـة النسـوان
ساموهم سوء العذاب وأظهـروا
متعسفيـن كوامـن الأضـغـان
والمسلمـون مقسمـون تنالـهـم
أيـدي العصـاة بذلّـة وهــوان
ما بين مصطـرع وبيـن معـذب
ومقتـل ظلمـاً وآخــر عــانِ
يستصرخون فلا يغاث صريخهـم
حتّى إذا سئمـوا مـن الإرنـانِ
بـادوا نفوسهـم فلمـا أنـفـذوا
ما جمعوا من صامـت وصـوان
واستخلصوا من جوهر وملابـس
وطـرائـف وذخـائــر وأوانِ
خرجـوا حفـاةً عائديـن بربهـم
من خوفهـم ومصائـب الألـوان
هربـوا بكـل وليـدة وفطيـمـة
وبكـل أرملـةٍ وكـلّ حـصـانِ
وبكـلّ بِكـر كالمهـاة غـريـرة
تَسبي العقـول بطرفهـا الفتـانِ
خـود مبتلـة الوشـاح كأنـهـا
قمر يلوح علـى قضيـب البـانِ
والمسجدُ المعمورُ جامـع عقبـة
خرب المعاطن مظلـم الأركـانِ
قفر فما تغشاه – بعـد- جماعـة
لصـلاة خـمـس، لا ولا لأذانِ
بيـت بـه عُبـد الإلـه وبُطلَـتْ
بعـد الغلـو عـبـادة الأوثــانِ
بيـت بوحـي الله كـان بـنـاؤه
نعـم البنـا والمبتَنَـى والبـانـي
أعظم بتلك مصيبتـه مـا تنجلـي
حسراتُهـا أو ينقضـي الملـوانِ
لو أن ثهلانـا أصيـب بعشرهـا
لتدكدكـت منهـا ذري ثـهـلانِ
حزنت لها كُوَرُ العراق بأسرهـا
وقرى الشام ومصر والخرسـانِ
وتزعزعـت لمصابهـا وتنكـدت
أسفـاً بـلاد الهنـد والسـنـدانِ
وعفا من القطـار بعـد خلائهـا
مـا بيـن أندلـس إلـى حلـوانِ
وأرى النجوم طلعن غير زواهـر
فـي أفقهـن وأظلـم القـمـرانِ
وأرى الجبال الشمَّ أمست خشعـاً
لمصابهـا وتزعـزع الثـقـلانِ
والأرض من ولهٍ بها قد أصبحت
بعـد القـرار شديـدة المـيـلان
أترى الليالي بعد ما صنعـت بنـا
تقضـي لنـا بتواصـل وتــدان
وتعيد أرض القيـروان كعهدهـا
فيما مضى من سالـف الأزمـان
من بعد ما سلبت نضائر حسنها ال
أيـام واختلفـت بـهـا ميـتـان
وغدت كأن لم تغن قطُّ ولم تكـن
حرماً عزيز النصر غيـر مهـان
أمست وقد لعب الزمـان بأهلهـا
وتقطعـت بهـم عـري الـران
دروب عائدة لله- مشرفة منتدى القرآن الكريم والتفسير
رد: رثاء مدينة القيروان مؤثرة بالفعل
جزاكي الله خيرا حبيبتي
اللهم رد العزة للمسلمين
اللهم رد العزة للمسلمين
مسلمة مصريه- مشرفة منتدى الصحه والطب البديل
رد: رثاء مدينة القيروان مؤثرة بالفعل
سلمت يداكى اختى دروب
اعز الله المسلمين فى كل مكان
ورحم الله امواتنا وكتبهم من الشهداء
رحم الله اهل القيروان واهل ليبيا
واهل مصر واهل سوريا واهل فلسطين
وكل بلاد المسلمين
اعز الله المسلمين فى كل مكان
ورحم الله امواتنا وكتبهم من الشهداء
رحم الله اهل القيروان واهل ليبيا
واهل مصر واهل سوريا واهل فلسطين
وكل بلاد المسلمين
رد: رثاء مدينة القيروان مؤثرة بالفعل
اختي مسلمةمصرية&اختي الغالية زهرةالجبل
بارك الله فيكم
شرفتم وربي يسعدكم
بارك الله فيكم
شرفتم وربي يسعدكم
دروب عائدة لله- مشرفة منتدى القرآن الكريم والتفسير
مواضيع مماثلة
» مدينة أثرية تحت الأرض
» اربطوا الحزام لــ مدينة الزرقاء بالأردنـ "
» نغمة مؤثرة جدا سبحانك
» مقطوعة انشادية مؤثرة جدا
» من أجمل الأناشيد الحزينة مؤثرة جدا
» اربطوا الحزام لــ مدينة الزرقاء بالأردنـ "
» نغمة مؤثرة جدا سبحانك
» مقطوعة انشادية مؤثرة جدا
» من أجمل الأناشيد الحزينة مؤثرة جدا
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى