إياكم والإختلاط!!!!

إن الحمد لله نحمدهونستعينه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فهوالمهتدي، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريكله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله،

وبعد


أخواتى الحبيبات


يقول الحق تبارك وتعالى:


{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً * لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلاً * مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً } [الأحزاب:59-61].



أخواتى الحبيبات


إن الإسلام أكد وشدد على حفظ الأعراض والأنساب وحرم كل طريقٍ ممكنٍ إلى اختلاط الأنساب، فأوجب على المؤمنين أن يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم، وأوجب على المؤمنات أن يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن، وشدد الإسلام في الحيلولة دون اختلاط النساء بالرجال، وحذر الإسلام أيما تحذير من الخلوة بالنساء أو الدخول عليهن من غير المحارم، وبين أن هذا العمل مذموم عند الله عز وجل وعند رسول الهدى صلى الله عليه وسلم،


فقال صلى الله عليه وسلم:


{ إياكموالدخولعلىالنساء. فقال رجل من الأنصار : يا رسول الله ، أفرأيت الحمو ؟ قال : الحمو الموت
)


صحيح البخارى


الحمو : يعنون قريب الزوج، من أخٍ، وابن عمٍ، وابن خالٍ، وغيرهم ممن يحق لهم دخول بيته-


نعم إنه الموت؛ لأن الناس لا يحسبون دخوله وخروجه من عندك، فلا يرى بأساً أن يدخل البيت وصاحبه خارج، فيقع في المؤمنين ما لا تحمد عقباه، وتقشعر منه القلوب، وتتفطر منه الجفون.

ومن الفواحش التي تدمي القلوب:


{ لايخلون رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهما }


صحيح


وما ظنكم باثنين الشيطان ثالثهما؟


أينتج عن ذلك خير؟


أينتج عن ذلك براءة؟


الشيطان يجمل ويزين، ويقرب ويؤنس، ويدني، فوالله لا فلاح ولا نجاح.


أخواتى الحبيبات


مع تحذير الرسول صلى الله عليه وسلم من الخلوة التي بسببها نسمع كل يومٍ حادثة قبيحة وفعلة شنيعة، ومع ذلك ما زلنا نرى ونسمع ألواناً من الخلوة والاختلاط، بل صار الناس لا يرون بها بأساً، ولا يرفعون بها رأساً، وصارت أمراً طبيعياً مألوفاً،


حتى صار كثيرٌ من النساء تبيح لنفسها الخلوة مع الطبيب ويرى منها فضلاً عن وجهها شيئاً من جسمها، بل يرىفخذيها وعورتها المغلظة، مستبيحه ذلك بحجة أنه طبيب، ناسيه بل متناسيه أنه رجلٌ أجنبي لا يجوز لها أن تكشف ما حرم الله؛ إلا في مجالٍ ضيقٍ شديد، ألا وهو مجال الضرورة العظمى التي تتطلب التدخل لإنقاذ حياة المرأة في حالة عدم وجود المرأة الطبيبة.


ويكون ذلك لا حرج فيه لكن بضوابط، مع وجود المحرم قدر الاستطاعة،


ونحن عندما نقول هذا الكلام، قد يستنكره بعض الذين في قلوبهم مرض، فيمدون شفاههم في وجوهنا زاعمين أن هذا تشددٌ وتخلفٌ رجعي، بل سوء ظنٍ منا


و إن هذا لا يكون إلا من النساء اللاتي قل حياؤهن، وغاب عنهن وليهن فلم يتربين التربية الإسلامية الحقة.

وصار بعض الأطباء يرى أن الخلوة حقاً من حقوقه، فيتجرأ ويخرج الرجل الذي يأتي مع زوجته -إن صح أن نسميه رجلاً- قائلاً له: لو سمحت لا يجوز أن تحضر الكشف، وبعض الرجال -بل أشباه الرجال- يطأطئ رأسه وينزع مروءته فيترك زوجته ليخلو بها الطبيب!


أهذا يقبله شرعٌ أو خلق؟!


أين الغيرة يا أبناء وأحفاد محمد صلى الله عليه وسلم؟!


أين الشهامة؟!


ألا تغارون؟! ألا تستحون؟! ألا تخجلون؟!


ألا تخافون من الله؟!


إن الخلوة محرمةٍ بكل أنواعها، لا يجوز للرجل أن ينظر إلى امرأة لا تحل له مهما كانت الأسباب والدواعي، فضلاً عن الخلوة بها.


ولكن نقول


لا يلام الذئب في عدوانه إن يك الراعي عدو الغنمِ


و لمثل هذا يذوب القلب من كمدٍ إن كان في القلب إخلاصٌ وإيمانُ


أقول قولى هذا وأستغفر الله لى ولكم


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته